
بلدية نيوز-قسم الأخبار: قامت بلدية الماتلين من ولاية بنزرت بتجميل مداخل المدينة، وذلك في إطارا لبرنامج الإستثمار السنوي،حيث خصص المجلس البلدي 50 ألف دينار لتنفيذ هذا المشروع.
إنطلق المسار التشاركي بعقد جلسة مع مكونات المجتمع المدني و أهل الإختصاص في إطار لجنة الأشغال لطرح تصوراتهم و لقد تم الإتفاق على عرض ثلاثة مقترحات للمجسم على التصويت الإلكتروني لمتساكني الماتلين عبر الموقع الرسمي لبلدية الماتلين.
– المقترح الأول : طالب علم يحمل محفظة و يرتدي لباس التخرج الجامعي و باب فوقه نسر
– المقترح الثاني : طالب علم يحمل محفظة و يرتدي لباس التخرج مع فلاح بمسحاة و إمرأة بغربال مقرونة دار و بحار مع شبكة.
– المقترح الثالث : ساعة مع طالب علم يحمل محفظة و يرتدي لباس التخرج و باب فوقه نسر.
و لقد شارك في التصويت الإلكتروني عدد قياسي من المشاركين بلغ 1924 مشارك و تم التصويت على المقترح الثاني بنسبة 96.4 % الذي تمت المصادقة عليه من المجلس البلدي.
يتكون هذا المجسم من أربع شخصيات تبين الموروث الحضاري الذي يميز الماتلين :
– الشخصية الاولى تتمثل في فلاح يحمل مسحاة:
يرمز إلى الموروث الفلاحي والزراعي الذي عرفت به الماتلين حيث تذكر الماتلين في صدارة قائمة البلديات المشار إليها في دراسة تعود إلى سنة 1954 بعنوان” Les cultures maraîchères en Tunisie dans le passé et aujourd’hui زراعة الخضروات في تونس بين الماضي والحاضر” يتحدث فيه كاتبها Vsevolod Novikof عن أول دخول لزراعة الخضروات (الطماطم، الفلفل، البطاطا…) إلى بعض المناطق التونسية مع المهاجرين الموريسكيين الأندلسيين المطرودين من إسبانيا في بداية القرن 17 في زمن حكم عثمان داي الذي سهل استيطانهم في تونس. وتجدر الاشارة إلى أنه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت الماتلين تزود مدينة بنزرت ومدينة تونس يومياً بتسعة أطنان من الخضر والغلال مما يدل على ضخامة الانتاج الفلاحي بها. في ستينات القرن الماضي، كانت الماتلين من كبار منتجي ثمار العوينة وكانت بها مساحات كبيرة مزروعة بهذا النوع من الأشجار المثمرة (حي العوينة بالماتلين ترجع تسميته إلى حقول العوينة ) كما أن الماتلين كانت من كبار منتجي اللوز والتفاح وغيرها من الغلال ومن كبار منتجي العنب المسكي بالمنطقة ولا أدل على ذلك من تسمية الرأس البحري الموجود بمنطقتنا برأس الزبيب.
-الشخصية الثانية تتمثل في بحار بصدد تخليص شباكه:
فالصيد البحري من خصائص منطقة الماتلين حيث أن عدداً كبيراً من سكانها كان و لا يزال يمتهن الصيد البحري، ومن الأسماك التي تميزها سمك الشاوري La Mendole وهو سمك فصلي يمر عبر سواحل منطقة بنزرت أساساً ولقد تم إحداث مهرجان الشاوري إحتفالا بهذه السمكة ، كما كان للماتلين في منطقة راس الزبيب مصنع لتعليب التن الذي كان يتم صيده على عين المكان
– الشخصية الثالثة تتمثل في إمرأة ترتدي اللباس التقليدي للماتلين المتكون من الفوطة و البلوزة (وهو مشابه للباس النسائي المميز لمدينة بنزرت وتونس) وهي بصدد صنع مقرونة الدار وهو طبق أندلسي من أشهر المأكولات التقليدية في الماتلين
– الشخصية الرابعة تمثل طالب علم يرتدي لباس التخرج وهو يرمز للمكانة الكبيرة للتعليم و للعلم و المعرفة في الماتلين التي عرفت بتفوق ابنائها الدراسي و اطاراتها العليا تاريخيا نذكر على سبيل الذكر لا الحصر : العلامة والقاضي عمر بن شيخ (1824-1911) مفتي المالكية لتونس (1891 – 1907)، محمد بن الشيخ المتوفى في بداية القرن الماضي والذي كان سفيرا لتونس في عهد البايات، محمد حجي الذي توفي أيضا في بداية القرن الماضي وكان مدرسا في جامع الزيتونة المعمور وكان أحد مدرسي الملك الشهيد سيدي المنصف باي، الطبيب رشيد النجار (1915 – 1945) وهو من أوائل أطباء تونس الحديثة.