
بلدية نيوز- هالة الجبري:يبدو أن بلدية سيدي ثابت التابعة لولاية أريانة قد أصبحت عاجزة عن احتواء الكمية الهائلة من الفضلات المتراكمة في كل أحياء المنطقة.
فضلات على الطرقات، فضلات أمام المنازل وفي مداخل الأحياء، وحتى أمام المدارس والمنشئات العمومية تنتشر في غياب تام لرقابة البلدية ولأعوان النظافة المطالبين والمكلفين برفع هذه الفضلات حتى لا تتراكم وتشوّه جماليّة المكان وتضرّ صحّة المواطنين وتهدّد حياتهم.
وفي زيارتنا للمنطقة،اعترضنا العديد من المواطنين الذين يشتكون من تدهور الوضع البيئي في المنطقة.
منطقة المرازقية: فضلات بالجملة وغياب تام لأعوان البلدية
عند زيارتنا لمنطقة المرازقية التابعة لبلدية سيدي ثابت، لفت انتباهنا حقيقة كثرة الفضلات المتراكمة أمام المنازل إلى حدود الساعة العاشرة صباحا.
السيدة سعاد، سيدة تبلغ من العمر 42 سنة، تقطن بمنطقة المرازقية، التقيناها أمام منزلها تجمع أكياس الفضلات المنتشرة على الرصيف بعد أن بعثرتها الكلاب والقطط السائبة.
سألناها عن الوضع البيئي بالجهة، فأجابتنا بكل حسرة وغضب:
“بلدية سيدي ثابت مقاطعة منطقة المرازقية، حتى المرة الوحيدة في الأسبوع إلي كانت تجي فيها لرفع الفضلات ألغاتها.”
وواصلت كلامها قائلة: “شوفو الحالة متع الوسخ، كلاتنا الزبلة… لا وإلّي يغيضك مبعد يفرضو عليك باش تخلّص الزبلة والخروبة.”
حي المنجي السليم…تسرب مياه الصرف الصحي بين المنازل
حاويات منعدمة، فوضى تملأ المكان، أوساخ على قارعة الطريق وأمام المدرسة والمستوصف، ذباب وناموس من جميع الأنواع والأحجام، روائح كريهة، إضافة إلى تسرّب مياه الصرف الصحّي إلى واد قريب من المنازل رغم وجود مضخات الصرف الصحي..لتتحول المنطقة إلى مصبّ للفضلات لا حيّ سكنيّ يسكنه مواطنون من حقّهم العيش في ظروف بيئية ملائمة.
السيد علي رجل خمسينيّ من سكان المنطقة، أكد لنا أن الوضع البيئي قد ازداد سوءا منذ آخر انتخابات بلدية، إذ يعتبر أن رئيس البلدية وعمالها لا يولون أي اهتمام بهذه المناطق التابعة لهم.
وقال لنا موضحا كلامه: “هالأحياء هاذي متهمهمش، يهمهم كان في الشارع الرئيسي ينظفوه ويزينوه عالعينين أما أحنا سكان الأحياء الشعبية عادي ياكلنا الذبان والناموس والجرابع”.
بدورها الخالة محرزية (56 سنة) أكدت لنا كثرة الروائح الكريهة في المكان، نظرا لتسرب مياه الصرف الصحي التي لم تجد لها البلدية حلا إلى الآن ومنذ سنوات، مشيرة إلى أن وضعية المكان تزداد سوء أكثر في فصل الشتاء.
وتوجهت الخالة محرزية بصرخة استغاثة إلى رئيس بلدية سيدي ثابت، قائلة: “رانا ولّينا مصبّ متاع زبلة بفضل سياستك الحكيمة، أرحمونا وأنقذونا ما يجيكمش غريب عام وإلا عامين نموتو بالكوليرا.”
فقر، طرقات غير مهيئة، روائح كريهة، فضلات منتشرة في الشوارع، وديان غير مهيئة….كلها مشاكل تعاني منها الأحياء التابعة لبلدية سيدي ثابت وسط غياب تام لأعوان البلدية وللقرارات الحكيمة من رئيس البلدية ومستشاريه الكفيلة بحل الأزمة، وكأن الأحياء البلدية في سيدي ثابت تنقسم إلى قسمان: أحياء من الدرجة الأولى هي الأحياء الرئيسية التي يسهر على نظافتها أعوان البلدية. وأحياء من درجة ثانية يسكنها مواطنون تتناسهم البلدية ولا تهتم بمشاغلهم وسط تدهور كلي للوضع البيئي، فهل من مجيب لنداء الاستغاثة هذا؟؟؟